تحليل لغوي اجتماعي لموضوع الهجرة في المناظرات الرئاسية الأمريكية بين ترامب وهاريس في عام ٢٠٢٤
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تتناول هذه الدراسة تحليلاً لغويا اجتماعياً لخطاب الهجرة كما ورد في مناظرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. وتكمن إشكالية هذا الموضوع في مدى الاستقطاب الحاد، والطابع الأيديولوجي المشحون، والتحميل الدلالي المتعمّد للغة المستخدمة في مناقشة قضية الهجرة.
وباستخدام نظرية الرموز اللغوية لباسيل برنشتاين، إلى جانب تحليل السرد وفقاً لإطار ويليام لابوف، تستقصي الدراسة الأساليب اللغوية المختلفة التي يوظفها المرشحَين في تشكيل خطاب الهجرة. يظهر خطاب ترامب بوصفه مثالاً للرمز اللغوي المقيد، في حين يكشف إطار لابوف لتحليل السرد عن اختلافات بنيوية في شكل السرد؛ فيعتمد ترامب على سرديات تقودها فكرة الأزمة، بينما تركز هاريس على الأسباب التفسيرية وحس السياسات العامة.
تُبرز نتائج التحليل مدى تأثير اختيار الكلمات في تشكيل السرديات السياسية، وتعزيز الانقسامات الأيديولوجية، وتوجيه إدراك الناخبين. ومن تحليل اللغة المؤطرة للمناظرات المتعلقة بالهجرة واستراتيجيات الحملة الانتخابية، تسهم هذه الدراسة في إثراء الأدبيات اللغوية الاجتماعية وخطاب السياسة.
خلصت الدراسة إلى أن خطاب ترامب يتسم بطابع إنذاري ومؤطر أمنياً، حيث يصوّر الهجرة بوصفها أزمة تهدد السيادة الوطنية الأمريكية. ويعتمد على مفردات سلبية واستعارات مشحونة بالعاطفة لتعزيز الشعور بالخوف وتبرير سياسات صارمة لحماية الحدود. وعلى النقيض من ذلك، تقدّم هاريس خطاباً إنسانياً وإجرائياً يتسم بالتعاطف ويعكس هوية أمريكا بوصفها أرضا للمهاجرين. ويعتمد خطابها على مقاربة حقوقية تركز على حماية الفئات الهشة، وتعزيز الشمولية، وتقديم مسارات واضحة للحصول على الجنسية. ويسلّط هذا التباين الخطابي الضوء على كيفية استخدام قضايا الهجرة أداة لإعادة تشكيل الهويات الاجتماعية والسياسية، وتقديم تصورات مختلفة عن الدولة والمواطنة والاندماج.
تفاصيل المقالة
إصدار
القسم

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.