الحدث التاريخي بين الإخبار والوظيفة الجمالية: قراءة في نماذج من الشعر العربي القديم
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يحدد البحث فرضه العلمي ورؤيته النقدية، فيرى أن الشعراء يشكلون مادتهم الشعرية من التاريخ، ويصوغون الحدث التاريخي فنياً ويحملونه رؤية خاصة تتجاوز الإخبار إلى تحقيق وظيفة جمالية، تحمل أبعاداً إنسانية رحبة، ويطبق هذه الرؤية لاختبار فرضه العلمي على دراسة القصائد التي يشكل التاريخ لحمتها وسداها، ويحللها في سياقاتها المختلفة.
يحيل الشعر في كثير من القصائد إلى أحداث تاريخية، وإلى شخصيات تجسد أحداثاً، فيجعلها الشاعر خلفية للموقف الشعوري الذي يعبر عنه، مبتعداً عن التسجيل والإخبار إلى أشكال تعبيرية جمالية، فيخضع الحدث لمنطقه الداخلي، ويسرد الأحداث وفق رؤية جمالية تربط الحدث بالسياق الإنساني بتحويل المعرفة إلى رموز ودلالات، تؤسس القيم التي تحكم المجتمع والثقافة، وليس وفق رؤية المؤرخ التي تنظر إلى الحدث على أنه آني غير قابل للتكرار.
يدرس البحث التجسيد الشعري للتاريخ فنياً، إذ إن كثيراً من القصائد العربية تتكئ على خلفية تاريخية وتكوّن علاقة فكرية تربط الإنسان بمحيطه، وتقدم معرفة مشفرة بالرموز، منفلتة من القيود والمحدودية. فالقصيدة قد تكون متزامنة مع الحدث، تعبر عنه، وتبين تأثيره في النفس، وكيف انعكس التاريخ في الأدب فنياً، كم يمكن أن تكون القصيدة نبش في التاريخ، وهنا تتجلى الأهمية في تسليطه الضوء على المعرفة المستفادة من التاريخ، وتوظيف الحدث في الشعر توظيفاً فنياً سمح بالدمج بين المحتوى الدلالي الذهني والحدث التاريخي الذي يتحقق وجوده بإحالة مكثفة على مضامين لا تدركها العين المجردة.
تفاصيل المقالة
إصدار
القسم

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.